قام الجيش الأمريكي بتحييد أجسام طائرة مؤخراً، دون إعطاء أي تفسير للعامة حول ماهيتها، أو لم استدعى الأمر القيام بتدميرها، فاكتفت القيادة الأمريكية بتصريحات غامضة لا تُسمن ولا تُغني من
جوع، فتحت شهية العالم على التكهن والتندر.
ماذا لو كانت الأجسام الطائرة تعود فعلاً لكائنات فضائية كما لم تستبعد إحدى التصريحات، كائنات تحاول التعرف على شركائها في هذا الكون؟ سنكون قد خلّفنا انطباعاً سيئاً لديها حولنا كبشر بكل تأكيد، وماذا لو قرر الفضائيون الانتقام؟ سنكون قد وقعنا في فخ شرورنا وبدأنا حرباً مع كائنات قد تكون أقوى منا على جبهة لا نعرف عنها إلا القليل.
دون أن نترك مجالاً للحوار أو هامشاً للتفاوض، اتخذت الولايات المتحدة قراراً نيابة عن مليارات البائسين حول العالم بتدمير خطوط التواصل مع زوار الأرض، بدلاً من الترحيب بهم واستقبالهم في مرافق المعمورة السياحية، وربما تعريفهم بتاريخ البشر المُلهم وآثارهم القديمة، عرض مباراة كرة قدم أمامهم أو دعوتهم لحضور حفل غنائي، ومنحهم الفرصة ليتعرفوا على ثقافتنا الأرضية. من يدري قد نُعجبهم!
لكن، وكعادة “الأمريكان” إن لم يفهموا شيئاً، دمروه! يبدو الاتصال الأول بيننا وبين الكائنات الفضائية غير موفق البتة، فمن جهة، قام البشر بتدمير ما يمكن أن يكون مركباتهم أو أجهزتهم، ومن جهة أخرى، سيخلق هذا التصرف فكرة لدى الفضائيين بأننا جنس مرتاب ومنغلق ولديه نزعة للعنف.
أيها الفضائيون – إن كنتم تقرأون هذه السطور – نرحب بكم في كوكب الأرض، نحن بشريون، لذا، نحن انفعاليون، قد لا نستوعب فكرة وجودكم في هذا الفضاء الواسع للوهلة الأولى، لكننا طيبون أحياناً ومن الممكن – إن جئتم المرة المقبلة – أن نكون أكثر وداً معكم، لكن، حاولوا ألا تحلقوا في السماء الأمريكية، جربوا التحليق في سماء الأردن، فبالرغم من أننا نخشى كل ما لا نفهمه، إلا أننا نشامى ومعروفون بإكرام الضيف، كما أننا لا نملك أسلحة فائقة التطور أو رغبة في تدمير أحد، إلا أنفسنا!